ÇáÚÑÈíÉ ÇáÓÚíÏÉ - Arabia Felix

Biography

About us

Yemen History

Current President

Yezen Press Weekly News & Activities

The Late Yemeni President / Ibrahim Al-Hamdi

الرئيس اليمني الراحل / إبراهيم الحمدي

أغنية اسمها يمن - ديوان شعر

محطات في حياتي

الرئيس علي عبد الله صالح
ذكريات.. مواقف ..
ومصافحة لم تتم؟!

مع الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني

ياسر عرفات قصة لقاء وصورة

مارسيل خليفة الفنان الثائر

حكاياتي مع وزارة الخارجية والاسكان والجنبية وصدام حسين

موسيقى وفيديو كليب: اغنية اسمها يمن

 اغنية : تحية وسلام

بروفة اغنية : أمرأة

Rasha Al-Katta Gallery

أرشيف

Links

Guests Book

Contact us

 

 

      

مع الأستاذ/ محسن بن فريد في أوتاوا أثناء إجراء المقابلة الصحفية للمستقبل والتي أعادت نشرها صحف:  رأي- الأيام- الطريق

www.ray-party.org/INTERVEW/FAREEDIINTERVIEW.HTM

حديث الأستاذ محسن بن فريد لجريدة

(المستقبل)الكندية

أغسطس 2000

  (المستقبل) تقلب أوراق معارض يمني بارز:

الأستاذ محسن محمد بن فريد، الرجل الثاني في حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"، ومسؤول إعلام الجبهة الوطنية للمعارضة (موج) . التقيناه في "أوتاوا" (عاصمة كندا) الأسبوع الماضي على هامش زيارته الخاصة.. وبادرته بالقول : لقد جاءت "المستقبل" لتقلب في أوراقك دون أن تعبث بها ، ولندخل إلى أعماقك دون أن نجرحك ، نستشرق مستقبل اليمن وأحواله اليوم . بإبتسامته المعهودة رحب .

الرجل يتحمّل مسئولية كبيرة في جهتين هامتين أولها "الرابطة"، الحزب الذي أثار ويثير الجدل منذ التأسيس وحتى اليوم كأول حزب في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية. وثانيهما (موج) وهي جبهة معارضة تثير الجدل أيضاً منذ تأسيسها وحتى اليوم، حيث شكلت مصالحة جزئية على طريق المصالحة الوطنية الشاملة .

المستقبل: لمحة موجزة عن الرابطة.. التأسيس والأهداف .

بن فريد: حزب الرابطة هو أول حزب سياسي في اليمن.. بل في الجزيرة العربية . بدأ تكوينه في "عدن" عام 1948م ، وأُعلن رسمياً في أبريل 1951م ، عندما كان الجنوب محتلاً من قِبل بريطانيا ، ومكوَّن من أكثر من (23) سلطنة ومشيخة وإمارة ، إلى جانب مستعمرة "عدن" نفسها . وحيث أن الرابطة هي الحركة الوطنية الأولى ، فقد جاء تكوينها كإمتداد للتفكير في حركة وطنية يمنية واحدة ، عندما كان بعض المؤسسون للرابطة يدرسون في الأزهر الشريف بالقاهرة في الأربعينات ومعهم أيضاً مؤسسو الحركة الوطنية في الشمال . فاتفقوا على تكوين حركة وطنية يمنية واحدة . فتم وضع مسودة "الكتيبة اليمنية الأولى" في الأزهر في شهر سبتمبر عام 1940م ، من قِبل المرحوم السيد / محمد علي الجفري (شقيق السيد عبدالرحمن علي الجفري ، رئيس الرابطة ورئيس (موج)، حالياً) ، وكان من مؤسسيها المرحوم الأستاذ أحمد محمد نعمان (والد السفير اليمني الحالي في كندا) والشهيد محمد محمود الزبيري ، السيد سالم عمر الصافي أحد مؤسسي الرابطة ورئيس الرابطة من 1980-1986م ، والأستاذ رشيد علي الحريري الأمين العام الأسبق للرابطة ، والشهيد محمد صالح المسمري ، والمرحوم أحمد عبدالرحمن الجفري ، وآخرين . وعندما عاد الروّاد إلى الشمال (المملكة المتوكلية اليمنية) اختطوا نهجاً خاصاً بالشمال فقط . ثم عاد الجفري مع المؤسسين الآخرين للرابطة إلى "عدن".. وكانت الظروف مختلفة في الجنوب ، فانتهجت الرابطة نهجاً خاصاً بالجنوب مع التأكيد على وحدة اليمن الطبيعية (الجنوب العربي الكبير) وشارك في التأسيس شخصيات من أصول شمالية مثل الأسودي والأحمدي وغيرهم.. وتمثل الهدف أولاً في إخراج الإستعمار ، ثم توحيد الـ(23) سلطنة ومشيخة وإمارة في كيان مركزي واحد ، على أمل أن تكون قد تهيأت الظروف الشمال للسعي معاً من أجل قيام الدولة اليمنية الواحدة .

المستقبل: يُلاحظ أن حزب الرابطة كان دائماً عرضة للإتهام بالإنفصالية تحت مسماه الأول (حزب رابطة أبناء الجنوب) أو الثاني (حزب رابطة أبناء اليمن)، أي يتحرك عكس ما تقوله أهدافه؟

بن فريد: إتصف حزب الرابطة -في الماضي والحاضر- بالواقعية والبعد عن المزايدات . ولهذا.. فنحن لا نأبه كثيراً للشعارات والإتهامات . ونحن دائماً على يقين بأنه لن يصح إلاّ الصحيح في النهاية . وبعيداً عن الإتهامات والشعارات أقول أن الرابطة لم تكن تؤمن بفكرة الجنوب تابع للشمال أو الشمال تابع للجنوب ، ولم تكن تؤمن بفكرة أن هذا هو الأصل وذاك هو الفرع ، الرابطة كانت تؤمن بأن وحدة اليمن الطبيعية هدف أساسي وسامي ونبيل لكل أبناء اليمن.. ينبغي أن يسعوا إليه جميعاً، وعندما تتهيأ الظروف الموضوعية لهذا الهدف ندخل في وحدة متكافئة متوازنة ، وحدة أخوة وليس وحدة تابع ومتبوع. لم تؤمن الرابطة بمسألة الضم والإلحاق لا في عام 1940م ولا في عام 1952م ولا اليوم. بل تؤمن بأن لإبن "عدن" في اليمن كما لإبن "صنعاء" وإبن "تعز" وإبن "المكلا"...الخ.. وبالتالي فمسألة المسميات لا أعتقد أنها تقدم أو تؤخر كثيراً. والأكثر من ذلك، نجد أن الذين سموا الجنوب بالجنوب اليمني هم الذين أقاموا الدولة في الجنوب وهم الذين دخلوا مع الشمال في حربين (سبتمبر أيلول 1972م، وفبراير شباط 1979م)  فكيف هم الوحدويون والرابطة هي الانفصالية؟.. بل إن الإخوة من رواد الحركة الوطنية في الشمال ومؤسسي حركة الأحرار كانوا يرون أن الأولوية التخلص من حكم الإمامة في الشمال ولو ينقسم بنفسه إلى دولتين ثم توحيده.. (وثائق كتبا من وراء الأسوار للشهيد المرحوم محمد أحمد نعمان). وبالنسبة لنا فإننا عندما تهيأت الظروف بالفعل لقيام الوحدة اليمنية في عام 1990م كنّا أول المبادرين والمؤيدين لهذه الخطوة العظيمة في تاريخ اليمن الحديث. وكان من الطبيعي أن نُحدث التغيير الطبيعي والمنطقي على إسم حزبنا.. ليصبح حزب "رابطة أبناء اليمن"، والإختصار حزب "رأي"، حيث تهيأت الفرصة لأول مرة في التاريخ لأن يشمل نشاطنا اليمن كله، ماله وجنوبه  وهكذا تم التغيير الطبيعي والمنطقي في وقته وفي حينه. ولعلمك ، فعدد أعضاء حزبنا اليوم في المحافظات الشمالية لا يقل عن عدد أعضائنا في المحافظات الجنوبية والشرقية.. بل يزيد.. لقد آن الأوان لتجاوز مرحلة الإتهامات.. والشعارات بعد أن اتضحت الحقائق وانتهى التزييف.. ولنحكم على أي حزب من خلال ما أراده ويريده لليمن.. ومن خلال أهدافه وبرامجه لـ"مستقبل" اليمن.. ومن خلال ما يطرحه ويمارسه لا من خلال ما طرحه عنه الغير في مرحلة المزايدات وتزييف الحقائق .

المستقبل: بدأت جبهة (موج) بأعضاء من الرابطة والإشتراكي ، ثم انتهت بالرابطة ؟

بن فريد: جبهة (موج) تكونت كما تعلم كنتيجة حتمية لكارثة حرب 1994م، وتكونت منذ 30/9/1994م من أربعة أطراف رئيسية: الرابطة  ومن عدد من قيادات الحزب الإشتراكي وكوادره، ومن التجمع الوطني اليمني الذي كان يرأسه المرحوم الأستاذ عبد القوي مكاوي (رئيس وزراء "عدن" الأسبق، وزعيم جبهة تحرير الجنوب المحتل)، ومن عدد من المستقلين على رأسهم الأستاذ عبد الله الأصنج (وزير خارجية سابق) والأستاذ سليمان ناصر مسعود (عضو اللجنة العامة السابق في المؤتمر الشعبي العام.. وكان عضواً قيادياً في الحزب الإشتراكي قبل أحداث يناير 1986م). هذه الأطراف الأربعة هي التي شكّلت (موج) عند التأسيس.. ولاتزال كما هي حتى اليوم.

المستقبل: من خلال متابعة إصدارات (موج) المتنوعة ، صحف ، مجلات ، وكتيبات....إلخ ، نلاحظ تناقض صارخ بين ما تدعو إليه من طي صفحة الماضي والدخول في المصالحة بينما إعلامها يتبع أسلوباً شطرياً وأحياناً مناطقياً؟

بن فريد: لربما اختلط الأمر عليكم ، فكل وسائل إعلام (موج) ملتزمة بخط (موج) السياسي وخطابها الإعلامي المتزن، المعتدل، السلمي، الوحدوي.،ولا يمكن أن يكون هناك خروج عن هذا الخط. وقد يحدث في بعض الأحيان أن (يخرج) بعض الأفراد في طرحهم أو معالجاتهم لبعض القضايا اليمنية ، نتيجة لما يشاهدونه ويلامسونه من تجاوزات وانتهاكات من قِبل بعض المتنفذين ومراكز القوى داخل السلطة وبإسم الوحدة، أقول قد يخرج بعض (الأفراد) عن ذلك الخط. وهم في هذه الحالة يمثلون أنفسهم ويتحدثون بصفة شخصية.. ولا يمثلون خط (موج). وقد تمّت معالجة بعض هذه الحالات بحسم من جانبنا . ولكن دعني أكون صريحاً وصادقاً بهذا الصدد وأقول أن شعار الوحدة قد تحوّل لدى الكثير من المنتفعين إلى وسيلة للإرهاب الفكري والنفسي والابتزاز السياسي بإسم الوحدة.

المستقبل: يُلاحظ أن تأثير (موج) كجبهة معارضة ضعيف في الشارع اليمني . ما تفسيركم أو تبريركم لذلك ؟

بن فريد: نحن نعتقد أن تأثيرنا في الشارع اليمني كبير جداً.. وأي دارس بعمق لما يجري في الساحة اليمنية سيجد أن رؤانا هي الرائجة والمقبولة بما نطرحه من توجهات لحاضر اليمن ومستقبله. هنا أقول بتواضع وفخر أننا قد قدمنا رؤى متميزة وحلول عملية وواقعية لمختلف مشاكل بلادنا السياسية والاقتصادية والتعليمية والإدارية. ونحن تحاشينا استغلال سوء الأحوال واستخدامها لتهييج الشارع وإلا فالأمر في متناولنا ولكننا دعاة بناء ولسنا دعاة هدم وندرك حساسية الأوضاع في بلادنا وتعقيداتها وعمق الخلافات السياسية والإجماعية وحرصنا على أن لا ندفع بالأمور إلى الإنفلات والفوضى في ظل أوضاع قد يصعب السيطرة عليها من أي جهة إن وجدت من يغذيها. ولذلك نأينا بشعبنا عن صراعات جديدة لا تستحملها أوضاع بلادنا.. عن قدرة لا عن عجز وعن حرص على بلادنا أرضاً وإنساناً. ولسنا في حاجة لأن نثبت تأثيرنا بتدمير بلادنا وإدخالها في حالة من الإنفلات والفوضى.. فخلافنا خلاف سياسي وليس عداءً أو انتقاماً.

المستقبل: بعد التوقيع على مذكرة التفاهم بمكة المكرمة في فبراير شباط 1995م بين اليمن والسعودية، (شكلت المذكرة آلية لحل مسألة الحدود المعقدة منذ 1934م)، سقطت لـ(موج) ورقة.. بدليل أنكم غيرتم خطابكم الإعلامي في ضرورة تغيير النظام إلى المصالحة . وبتوقيع "معاهدة جدة" يونيو/حزيران الماضي سقطت باقي الأوراق بدليل إصداركم بياناً أعلنتم فيه وقف النشاط الإعلامي الهجومي ضد الرئيس والحكومة . فهل هذا التوقف نهائي أم مؤقت ؟ بمعنى أنه كلما هدأت الأمور بين البلدين هدأتم ، وإذا تأزمت عدتم ، حتى وإن كان للمشاكسة السياسية فقط ؟

بن فريد: أولاً.. ليس صحيحاً أن (موج) غيّرت من خطابها بعد توقيع "مذكرة مكة" .  فـ(موج) منذ تشكيلها وحتى اليوم خطها السياسي وخطابها الإعلامي ثابت وواضح ومحدد.. ولم يتأرجح ولم يتغير نتيجة للعلاقات السعودية-اليمنية.. ومسألة "المصالحة الوطنية" كانت ولازالت مطلب أساسي لـ(موج) ولنا منذ ما قبل الوحدة.. وثانياً ، صدقني أننا لم نكن في يوم من الأيام لنفرح لسوء وتدهور العلاقات بين بلادنا والشقيقة الكبرى ، المملكة العربية السعودية . بل كنا ، وزلنا ، دعاة لقيام أفضل العلاقات بين بلادنا والأخوة في السعودية . ولهذا كنا من أول من بادر بالتهنئة عند توقيع "معاهدة جدة" الأخيرة . نحن يا أخي وطنيون يمنيون نتوق إلى أن تستقر بلادنا.. وتزدهر علاقاتها الإقليمية والدولية . إن من الظلم تصويرنا أو إظهارنا وكأننا متربصون فقط لـ(الصيد في الماء العكر) . المسألة بالنسبة لنا ليست مسألة "أوراق" قد تضعف اليوم وتقوى غداً . المسألة بالنسبة لنا هي حاضر ومستقبل وتوق صادق ليمن آمن وكريم ونامي ومستقر تحفظ فيه كرامة الإنسان ويؤمّن مستقبله.. كما أننا لم نتخذ من الأسلوب الإعلامي الهجومي على الرئيس أو على النظام وسيلة بل ترفعنا عن أي بذاءة في اللفظ أو حدة في الطرح أو شخصنه للقضايا أو عدم تقدير لرموز الوطن سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا ، فهذا أسلوبنا طوال تاريخنا ، نحن ننتقد الممارسات الخاطئة ونقدم البدائل ونشيد بالإيجابيات أياً كان مصدرها .

أما مسألة "تجميد" نشاط (موج) الإعلامي ، الذي تم نتيجة لقرار اتخذ من قِبل قيادة (موج) منذ عدة أسابيع ، فهي مبادرة تُعبر فعلاً عن "حُسن النية".. وهي بادرة حقيقية وصادقة من جانبنا.. نأمل أن بتفهمها ويقدرها الأخوة في "صنعاء" نحن كمعارضة ، أجبرنا على البقاء خارج الوطن ، نتوق فعلاً إلى اللحظة واليوم الذي يجتمع فيه الشمل في داخل الوطن.. ويكون نشاطنا الفعلي والواقعي والطبيعي في داخل العاصمة "صنعاء" وفي طول اليمن وعرضها . ونحن نتمنى أن يأخذ الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بالذات هذه المبادرة الصادقة بعين الاعتبار.. وبجدية حقيقية ويتخذ قراره الشجاع بطي صفحة الماضي نهائياً.. والانطلاق معاً لبناء مستقبل آمن وزاهر لليمن . هناك أخطاء وسلبيات ومشاكل ملموسة تواجه بلادنا اليوم.. فلماذا لا نتحاور.. ونتعاون معاً من أجل إصلاح أحوال بلادنا ؟.. نحن طالبنا بالتغيير ولازلنا نطالب به.. وهو التغيير الذي أكد الأخ رئيس الجمهورية "حتميته" في كلمته عشية الاحتفال بالعيد العاشر للوحدة.. وليس التغيير الذي يقتلع أو يهدم أو يلغي الآخر وإنما التغيير الموضوعي الذي لازلنا نأمل أن يتولى قيادته الأخ الرئيس.

المستقبل: هل كانت (موج) موجودة على طاولة المفاوضات اليمنية-السعودية بخصوص الحدود ، وهل ستضغط "الرياض" في اتجاه المصالحة؟

بن فريد: لا أستطيع الجزم بهذا الخصوص . فقد جرت المفاوضات بسرية مطلقة.. وعلى أعلى المستويات.. وخصوصاً في الأيام الأخيرة التي سبقت توقيع معاهدة جدة.. ولكنني أعتقد أن المعاهدة ، في مضمونها وجوهرها ووظيفتها ، ليست مجرد بنود "جامدة" و"منعزلة" عن محيطها السياسي والإنساني . ونفترض أنها أخذت مختلف الأبعاد.. حتى تحقق النجاح الكامل المأمول والمطلوب على كل المستويات.. أما حول هل ستضغط "الرياض" في اتجاه المصالحة.. فأعتقد أن المسألة تخصنا نحن اليمنيون بالدرجة الأولى.. علينا أن ننظر للمعاهدة كبداية لعهد جديد.. ومرحلة جديدة.. بروح جديدة مترفعة عن الحسابات الصغيرة والمكايدات السياسية وتصفية الحسابات.. ولا نتصور أن الأخوة في المملكة يمارسون ضغطاً أو يتدخلون ولا أن النظام السياسي في بلادنا يحتاج أو نرضى له ذلك.. ففي النهاية هو يمثلنا كيمن جميعاً بصرف النظر عن خلافنا السياسي معه . والأكيد أن ملفات الخارج قد تمت معالجتها بنجاح.. ولم يعد هناك أمام النظام السياسي في بلادنا إلا "اقتحام" الواقع اليمني والمعقد بروح جديدة.. ورؤية جديدة.. وبنفس القدر من الإرادة السياسية التي نجح بها في علاج ملفات الحدود.

المستقبل: هناك قائمة الـ16 التي أُعلنت أثناء حرب 1994م.. اسمك لم يكن ضمن القائمة، فلماذا لا تعود إلى اليمن؟

بن فريد: سُؤلتُ أكثر من مرة هذا السؤال، وأكرر القول بأن المسألة ليست مسألة فردية أو "شخصية".. نعم أنا لست ضمن القائمة.. ولم يصدر حكم بحقي. ولكنني أُجبرت على النزوح خارج الوطن مع مئات بل آلاف من قيادات وكوادر سياسية وعسكرية. وبلادنا تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية وقبلية حادة.. ونحن نسعى لحل شامل.. وليس حل لشخصي.. نأمل في حل شامل للجميع وأن نعود إلى وطن تحفظ فيه كرامتنا وحقوقنا السياسية . لقد عاد الآلاف منذ سنوات.. وهم يشكلون آلاف ما يسمى بحزب (خلِّيك بالبيت) ويعيشون أوضاعاً غير كريمة . لقد كان خروجنا من الوطن "سياسياً" ومن الضرورة بمكان أن تكون عودتنا "سياسية" وليست فقط "إنسانية" .

المستقبل: بصراحة.. تتهمون كمعارضين في الخارج بأنه في حالة العودة ستتوقف الامتيازات المادية التي تتلقونها من طرف "ص" أو "ع"، يعني العملية تجارة في تجارة. إضافة إلى أن الرئيس علي عبد الله غير متحمس لعودتكم لأنه لا يأمن جانبكم مرة أخرى.

بن فريد: لقد تكررت هذه المقولات والاتهامات.. ونحن ننظر لها من منظور الحرب النفسية والمكايدات السياسية . ونعتقد أنه قد آن الأوان لتجاوز هذه المقولات التي لا أساس لها . وأجدها مناسبة هنا أن أكشف النقاب بأنني قد أوضحت للأخ الرئيس علي عبد الله صالح (عند الحديث معه تليفونياً ليلة توقيع "معاهدة جدة" وتهنئته على هذا الاتفاق) أوضحت له بأن "أموال الدنيا كلها لا تساوي أن نكون تحت شجرة في بلادنا.. في ظل ظروف تسمح لنا بأداء دورنا في بناء بلادنا" .

نحن ننظر للعمل السياسي كعمل وطني وواجب وطني نبيل.. وليس كتجارة.. أما حول مسألة أن الرئيس علي عبد الله غير متحمس لعودتنا وأنه لا يأمن جانبنا مرة أخرى ، فهذه مسألة ستكشفها الأيام القادمة . ولكنني أعتقد أن الرئيس حريص على أن يكون رئيس "لكل" أبناء اليمن.. وليس "لجزء" منهم فقط . وهذا هو واجبه.. وهذه هي وظيفته.. ولم يعهد منا لا هو ولا غيره عذراً أو خيانة لأمانة أو نكثاً للعهود.

المستقبل: ظاهرة طيبة أن يتم التواصل بين الحين والآخر هاتفياً، عبدالرحمن الجفري وأنت، مع الرئيس علي عبدالله صالح . هل اجتمعتم وجهاً لوجه معه في أي عاصمة بصورة علنية أو سرية؟

بن فريد: اعتقد أن الرئيس علي عبدالله  هو من أنجح الزعماء العرب في "العلاقات العامة" والإنسانية ونحن لم نجتمع به وجهاً لوجه في أي عاصمة لا بصورة علنية.. ولا بصورة سرية وعندما زار بريطانيا قبل ثلاث سنوات تحدث تليفونياً مع الأخ عبدالرحمن الجفري.. ولكن لم يتم اجتماع بينهما . ونحن نؤمن بأن التواصل والحوار هو ظاهرة حضارية . والأخ الرئيس كان يتواصل حتى عام 1997م وكانت التهنئة منّا بالمعاهدة والتأييد لها المناسبة الوحيدة التي بادرنا فيها بالإتصال بالأخ الرئيس.. ولا نقول ذلك من باب عدم صواب أو التحرج من الإتصال وإنما حتى لا ندّعي لأنفسنا ما لم يحدث .

المستقبل: هل يصبح تعامل السعودية مع قيادة المعارضة وكوادرها في الخارج الآن أشبه بما أصبح عليه الحال مع الأسرة المالكة في الشمال بعد المصالحة اليمنية-السعودية عام 1970م. أي يستمر الدعم المادي لا المعنوي؟

بن فريد: عندما تتسع القلوب اليمنية والأرض اليمنية لتستوعب كل أبنائها تنتهي كل المشاكل.. فالمسألة مسألة يمنية أولاً وأخيراً.. فهل نرتفع جميعاً إلى مستوى حجم ودور اليمن.. أم نظل أسرى للمكايدات والمماحكات والمزايدات ؟!.. ونعتقد أن المعاهدة اليمنية-السعودية إنجاز له ما بعده وحجر زاوية في العلاقات الإقليمية.. وعامل هام في بناء علاقات متميزة ومتطورة وتتجاوز كل التوقعات والحسابات ونعتقد أن واجبنا جميعاً أن نكون عوامل تنمية للعلاقات الإقليمية وأن نتعامل وفق معطيات جديدة وفهم ، جميعاً ، إيجابياً في تحقيق الأمن والإستقرار والتنمية في بلادنا لننقلها إلى آفاق مزيلة لحالة البؤس والتشرذم فذلك دور المعارضة الإيجابية.. ولم نكن في تاريخنا عامل إعاقة لعلاقات سوية لبلادنا مع الأشقاء ولسنا من الذين يتكسبون من سوء العلاقات بل من الذين يعملون على أن تكسب بلادهم من إيجابية العلاقات السوية.

المستقبل: كيف تنظرون لحاضر ومستقبل اليمن؟

بن فريد: أنا متفائل بطبعي . ولهذا فأنا أعتقد أن مستقبل اليمن عظيم وزاهر. ولكن المستقبل هو إبن الحاضر وامتداد له. والحاضر يحتاج منّا جميعاً التعاون لإصلاحه وتطويره إلى الأحسن . نقول ذلك ليس من باب المناكفة والمكايدة السياسية.. ولكن كتقييم صادق وموضوعي لواقع الحال في بلادنا ، الذي يحتاج إلى مبادرة شجاعة وإرادة سياسية لإصلاحه وتحقيق التوازن على كل المستويات.. ومعالجة الوضع المعيشي الصعب والمقلق للأغلبية من أبناء بلادنا والحالة الأمنية المتردية.. وتقليل الفساد والفوضى الإدارية والمالية التي تنخر في جسم البلاد والأصوات الداعية للإصلاح وإقامة دولة النظام والقانون تكاد أن تشمل المنظومة السياسية كلها (سلطة ومعارضة) . يكفي أن نلقي نظرة سريعة على تقرير أو بيان المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي حول الأوضاع العامة في بلادنا.. لندرك مدى التراجع الذي تمر به البلاد . فالتقرير يقول "أن التقدم الديمقراطي في اليمن قد توقف" و"الحماس نحو الإصلاح الذي كان سائداً قبل سنوات عديدة مضت قد تضاءل"..

وبالرغم من هذه الصورة القاتمة.. فأنا أعتقد أن الفرصة لاتزال سانحة أمام بلادنا . فهذه البلاد تحتوي على الكثير من الخيرات ومقومات الدولة المحترمة.. فهناك البترول.. وهناك الغاز.. وهناك الزراعة.. وهناك الثروة السمكية.. وهناك منجم السياحة.. وهناك عدن.. وضيائها.. وموقعها الاستراتيجي المثالي . وقبل هذا وذاك.. هناك ثروة بشرية أثبتت مقدرة وحيوية ونجاح في مختلف أنحاء العالم ، ولكن لم تُتح لها الفرصة -بعد- لإثبات حيويتها ومقدرتها على أرضها.. هناك "دور" ينتظر اليمن.. ودور عظيم.. ولكن من يمسك الزمام ويقود الركب.. ؟ الفرصة لاتزال سانحة أمام الأخ الرئيس  ولكن ينبغي أن نبدأ من اليوم الإصلاح الحقيقي الشامل.

المستقبل: كلمة تود توجيهها للرئيس علي عبدالله صالح عبر صحيفة "المستقبل" .

بن فريد: إن حاضر ومستقبل اليمن "أمانة" في عنقه. فهو الذي يمسك بمفتاح القرار السياسي في بلادنا اليوم. وأمامه فرصة تاريخية لا تعوض. ونأمل أن يقف موقفاً "كبيراً" بحجم كثير من إنجازاته وبحجم اليمن، ويبدأ بالفعل "ثورة" الإصلاح الشامل ويفجر طاقات اليمن ويسخر إمكانيات البلاد عبر إقامة دولة النظام والقانون المحققة للتوازن، ونظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، والقضاء العادل المستقل والأمن والإستقرار والتنمية والوئام والوفاق الشاملين. نأمل أن يكون قائداً لكل اليمن ولكل أبناء اليمن. الفرصة سانحة وأن يبدأ الإصلاح الآن وهو يملك المقدرة وفي التاريخ لا تتكرر مثل هذه الظروف المواتية والتي لم يسبق أن تهيأت في تاريخ بلادنا بمثل ما هي الآن.

 

 

العودة الى الأرشيف


Copyright © 2005 yezen.net, All rights reserved